كتبت - فاطمة محمود
"السنوار" و "الضيف"، ثنائي الرعب الحمساوي الذي أقض مضاجع إسرائيل، وأصاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بكابوس لم ولن يستفق منه إلا ومستقبله السياسي قد ذهب بغير رجعة غير مأسوف عليه.
يحيى إبراهيم حسن السنوار (ولد في 29 أكتوبر 1962، بمخيم خان يونس، فلسطين)، هو سياسي فلسطيني وقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ورئيس المكتب السياسي لها في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017.
وبرز اسم يحيى السنوار مع هجوم حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، والذي أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي، حيث اعتبرت الدولة العبرية السنوار الملقب بـ "الرجل الحي الميت" بأنه مهندس الهجوم، فيما وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بـ"وجه الشر" الذي تلاحقه قواته اليوم بغزة، إلا أنه لم يظهر للعيان منذ الهجوم.
واحتل اسم السنوار منذ هجوم حماس على إسرائيل، وخاصة في الآونة الأخيرة، العناوين الكبرى لوسائل الإعلام عبر العالم، حيث أصبح السنوار صاحب الـ61 عاما والذي قبع في ظل المعتقلات الإسرائيلية لمدة 21 عاما، "ورما" يهدد رأس الأفعى الإسرائيلية.
ومن الورم الذي أصاب رأس الأفعى إلى الصداع المزمن الذي أصابها بالجنون، محمد دياب إبراهيم المصري الملقب بـ "محمد الضيف" والمولود في غزة سنة 1965، والذي يشغل منصب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وواحد من أهم المطلوبين للكيان الصهيوني منذ سنة 1995.
وقد نجا محمد الضيف من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية على مر السنين أُصيب في أربع منها، وفى بعض المحاولات أُصيب بجروح خطيرة وشُفي منها حتى أنهم أطلقوا عليه لقب «المقاتل ذو التسعة أرواح»، واختلفت الأقاويل حول سبب تلقيبه بالضيف، حيث قال البعض إنه جاء ضيفا على الضفة الغربية، وساهم في بناء كتائب القسام هناك، بينما أشار آخرين إلى أن الإسم يرجع إلى كونه لا يستقر في أي مكان.
وقد أثار الضيف الجدل بعد ظهوره في فيديو يسير على قدميه، ليكذب الرواية الإسرائيلية التي أكدت أنه أصيب إصابة بالغة في إحدى محاولات اغتياله، وأنه فقد أحد أطرافه ويعيش قعيدا، وهو ما أبرزه الإعلام الإسرائيلي مؤخرا، موضحا أن المعلومات الجديدة تعكس خطأ التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل قد بنت تقييماتها المغلوطة حول حالة "الضيف" الصحية، جراء إصابته بأضرار بدنية كبيرة في محاولة اغتيال نجا منها سنة 2006، ظُن حينها أنه فقد على إثرها البصر وبترت له ساق وذراع.
ومما يعكس مدى الهلع الإسرائيلي من السنوار والضيف، قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا بإلقاء منشورات غطت شوارع قطاع غزة، وعد فيها بمكافأة مالية كبيرة قدرها 100 ألف دولار أو أكثر لأي شخص يقدم معلومات موثوقة عن مكان وجود كبار مسئولي "حماس"، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف.
وفي هذا الشأن، وحول من منهما المطلوب الأكثر أولوية لدى إسرائيل، قال الخبير في الشأن الفلسطيني إبراهيم الدراوي إن إسرائيل تريد استهداف السنوار ومحمد الضيف ولكن السنوار أولا لأنه قادر على فهم العقلية الإسرائيلية لذلك له الأولوية في الاستهداف خاصة أن ما حدث في 7 أكتوبر الماضي "طوفان الاقصي" كان بعد ظهور السنوار على المشهد السياسي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأوضح الدراوي في تصريح لـ "المصير"، أن كل المقاومه مستهدفة من قبل إسرائيل، ولكن حتى هذه اللحظة لم تستطع إسرائيل الوصول إلى أحد منهم.